شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

كيف تحولت تركيا إلى قبلة “تعليمية وتجارية لهذا البلد الإفريقي؟

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

تشهد العاصمة التركية أنقرة تزايدا ملحوظا في عدد الصوماليين سواء من وفدوا إليها بغرض الدراسة أو الذين قدموا للعمل أو من جمعوا بين هذا وذاك.

‎وبفضل التقارب بين أنقرة ومقديشو في السنوات الأخيرة والانفتاح التركي الأخير على الأسواق الإفريقية، وجد بعض التجار الصوماليين ضالتهم في تركيا لتأسيس محال ومكاتب تجارية أو مطاعم تبيع المأكولات الشعبية الصومالية.

‎ومن بين هؤلاء “فردوسة”، وهي تاجرة صومالية حطت أخيرا رحالها في تركيا في محاولة للبحث عن فرص تجارية جديدة خارج بلدها الواقع بالقرن الإفريقي.

تقول “فردوسة” للأناضول إن إنشاء محال تجارية في تركيا كان فكرة راودتها منذ اهتمام تركيا بالصومال بسبب الانفتاح وحرية التجارة التي تتمتع بها الأسواق التركية الصاعدة.

‎وأضافت السيدة الصومالية التي أنشأت مطعما شعبيا في حي كزيلاي بأنقرة، باسم “مطعم حمدي” أن حلمها تحول إلى حقيقة، وتمكنت أخيرا من افتتاح المطعم الذي يقدم مختلف المأكولات والمشروبات لكن بنهكة صومالية.

‎** سياسة تركية منفتحة

‎و يوما بعد يوم، تتزايد أعداد الأسر الصومالية المقيمة في أنقرة، التي قدمت من بلادها أو من البلدان الأوروبية والولايات المتحدة، نتيجة التقارب بين البلدين إلى جانب انتشار الثقافة الإسلامية بتركيا.

اقرأ أيضًا:   تركيا لـ فرنسا: الأيام التي كانت تتلقى تركيا فيها أوامر منكم أصبحت من الماضي

‎يقول محمد عبدي آدم الملحق التجاري في السفارة الصومالية بأنقرة للأناضول إن تركيا باتت الوجهة المفضلة لدى كثير من الصوماليين سواء في الإقامة فيها أو التجارة إلى جانب رحلات العلاج.

‎ويعزو “عبدي” اهتمام الصوماليين بتركيا إلى السياسة المنفتحة التي تنتهجها حيالهم، وإيوائها آلاف الطلاب الصوماليين في جامعاتها إلى جانب اعتبار تركيا قوة اقتصادية صاعدة في المنطقة واهتمام السوق التركي بالقارة السمراء.

ولا تتوافر بعد إحصائية رسمية بشأن أعداد المقيمين والتجار الصوماليين في تركيا لكن السنوات الأخيرة شهدت تزايدا ملحوظا في تلك الأعداد، حسب الملحق التجاري الصومالي.

** حي كزلاي

‎وينتشر الصوماليون بكثرة في معرض حي كزلاي الشهير بأنقرة؛ إذ يمثل منصة للنقاش وتبادل المعلومات بين الطلاب والمقيمين بالعاصمة التركية حول ما يجري في بلدهم من سياسات وتطورات أمنية.

الصومالية فاطمة عبد الله، وهي طالبة ماجستير بجامعة يلدريم بيازيد تقول للأناضول إن قدومها لمعرض كزلاي يشكل بالنسبة لها وعدد من أصدقائها متنفسا كبيرا بعيدا عن الدراسة، وبمجرد مجيئها إليه تشعر بحماس كبير ما يقلل الضغوض النفسية نتيجة الدراسة.

اقرأ أيضًا:   البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير يعلن استثمار 250 مليون يورو في قطاع الطاقة التركي في 2019

‎وتضيف: “عندما تحن النفس الى المأكولات الشعبية الصومالية، حينها يتوجب علينا زيارة مطعم حمدي، وتذوق الشاي الصومالي مع اللبن على الأقل لتكتمل أركان الحديث”.

‎قد تختلف مآرب الصوماليين القادمين إلى كزلاي نظرا لما تحتويه هذه المنطقة من مكاتب استشارية ومطاعم وشركات حوالة صومالية لكن القاسم المشترك بينهم هو تذوق النكهة الصومالية للأشياء.

الصومالي أحمد عبد الله طالب في جامعة غريسون بالولاية التي تحمل الاسم ذاته شمالي تركيا يقول للأناضول إنه ينتظر عطلة الجامعة بفارغ الصبر من أجل السفر إلى أنقرة وزيارة حي كزلاي حيث يجتمع فيه الصوماليون.

‎ويضيف: “قضيت معظم أوقاتي في حي كزلاي لتبادل أطراف الحديث مع أصدقائي الذين فرقتنا الدراسة، أبدأ يومي بكوب الشاي الصومالي واختتم أيضا بكوب آخر قبل الانصراف والذهاب إلى حي آخر حيث أقيم فيه مؤقتا”.

‎وتتنوع المأكولات في مطعم “حمدي” مابين عنجيرو (عجينية مع قمح) والخبز مع الكبد والكلاوي وكوب الشاي التي يقدمها المطعم للزبائن في الفطور، فيما يقدم الأرز والمعكرونة بنكهة صومالية مع أنواع مختلفة من اللحم والدجاجة في وجبة الغذاء، بينما يقدم العشاء فاصوليا مع الزيت أو العسل وكوب الشاي إلى جانب أنواع مختلفة من المشروبات والحلويات بنكهة صومالية.

اقرأ أيضًا:   تركيا تهنئ أذربيجان في يوم النصر بمعركة قره باغ

‎**العمل مع الدراسة

‎يعتمد معظم الطلاب الصوماليين بالجامعات التركية الذين يقدر عددهم بنحو ألفين و300 طالب وطالبة على مخصصات مالية يرسلها ذووهم من الخارج لسد نفقاتهم الجامعية والوفاء باحتياجاتهم اليومية، إلا أن تلك المخصصات قد لا تكفي ما يدفع بعض الطلاب إلى البحث عن مصادر دخل أخرى.

‎أسماء نور طالبة صومالية بإحدى الجامعات التركية، وجدت ضالتها في مطعم “حمدي”؛ حيث تقول للأناضول وهي تدون طلبات بعض الزبائن: “أعمل هنا لكسب بعض المال لسد احتياجاتي اليومية.”

‎وتضيف: “لا تقوى أسرتي على تحمل جميع نفقاتي التعليمية، ولهذا اضطررت للبحث عن عمل على غرار كثير من الطلاب الصوماليين الذين سعوا للعمل دون الاعتماد على ذويهم”.

وليست “أسماء” وحدها من قررت خوض غمار العمل، فمثلها المئات من الطلاب الصوماليين الذين قرروا الاعتماد على أنفسهم، فبات بالإمكان رؤيتهم يمارسون أعمالا مختلفة، بما فيها العمل بالمطاعم والحقول الزراعية في الأقاليم المختلفة عند انتهاء الموسم الدراسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *