من “تل رفعت” السورية.. “ي ب ك” الإرهابي يهاجم المدنيين والجيش التركي
تواصل منظمة “ي ب ك – بي كا كا” الإرهابية، تمركزها في مدينة تل رفعت شمالي سوريا، بغطاء وحماية من روسيا والنظام السوري.
وتنفذ المنظمة من هناك هجمات على المدنيين في مدن أعزاز وعفرين وجرابلس ومارع وغيرها من المدن والبلدات التي تم تحريرها من الإرهاب ضمن عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”.
وترزح تل رفعت التي تبعد 18 كيلومترا عن الحدود مع تركيا وتبلغ مساحتها 442 كيلومتر مربع، تحت احتلال “ي ب ك”، منذ أكثر من 3 سنوات.
واحتلت “ي ب ك” المدينة في فبراير/شباط 2016 انطلاقاً من مدينة عفرين التي كانت تسيطر عليها آنذاك، بدعم جوي روسي.
وكان هدف التنظيم من السيطرة على تل رفعت هو وصل مناطق سيطرتها شرق الفرات بعفرين، وتأسيس كيان على طول الحدود التركية مع سوريا
وفي صيف 2017 أرسلت روسيا قواتا من الشرطة العسكرية وخبراء عسكريين، إلى تل رفعت وتمركزت فيها.
وكان الجيش التركي والجيش السوري الحر نفذا في آب/أغسطس 2016 عملية درع الفرات، وتمكنا خلالها من تحرير مدينتي جرابلس والباب شرقي حلب من تنظيم “داعش” الإرهابي، لتقطع الطريق بذلك على خطط التنظيم الرامية لوصل مناطق سيطرتها ببعضها البعض.
وفي مارس/آذار 2018، سيطر الجيش التركي والجيش السوري الحر على مدينة عفرين ضمن عملية “غصن الزيتون”، لينهي بذلك تماما محاولات التنظيم لتشكيل كيان على طول الحدود السورية التركية.
وبالسيطرة على عفرين، انسحبت عناصر “ي ب ك” إلى تل رفعت ومنطقة الشهباء المجاورة لها، لتشكل جبهة طولها 131 كيلومتر، واتخذتها المنظمة قاعدة لشن هجماتها.
وزادت في الآونة الأخيرة هجمات عناصر المنظمة على المدنيين، ومقاتلي الجيش التركي والجيش الحر، ما تسبب باستشهاد عدد كبير من المدنيين ومقاتلي الجيش الحر.
واللافت أن الهجمات ازدادت على نقاط الجيش التركي في المنطقة خلال فترة الشهر ونصف الماضية، تزامنا مع الدوريات المشتركة بين الجيش التركي والقوات الروسية في محيط تل رفعت.
ويثير استهداف عناصر التنظيم لنقاط الجيش التركي من نقاط تمركز القوات الروسية والفيلق الخامس التابع للنظام السوري، شكوكا حول قيام روسيا والنظام بمساعدة عناصر التنظيم عبر إعطائهم معلومات استخبارية عن مواقع القوات المسلحة التركية في المنطقة.
وشن عناصر التنظيم الإرهابي خلال 5 أشهر الماضية عشرات الهجمات على مواقع الجيش التركي، كان آخرها في 30 أبريل/نيسان الماضي وأسفرت عن استشهاد جندي تركي.
ويقوم الجيش التركي بالرد على هجمات المنظمة عبر استهداف سريع ومركز بالمدفعية.
وخلال أبريل الماضي، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في تصريحات، إن المحادثات متواصلة مع روسيا بخصوص تل رفعت.
وأشار أكار أن “هناك وعودا من الجانب الروسي بخصوص تل رفعت متعلقة بإخلائها من إرهابيي “ي ب ك”، ونطالب بإخلائها منهم في أقرب وقت”.
وأفادت مصادر محلية لمراسل الأناضول، أنه يوجد نحو ألفين من عناصر المنظمة المسلحين في تل رفعت، حيث يمتلك التنظيم أسلحة راجمات صواريخ ومدافع هاون، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، وعربات مدرعة خفيفة، ومستلزمات وورشات المتفجرات التي تصنع يدويا.
وأكدت المصادر أن خبراء روس وعناصر من الفيلق الخامس التابع للنظام يرافقون عناصر المنظمة.
ويعيش حاليا في تل رفعت نجو 20 ألف من العرب والأكراد، بينهم فقط نحو 800 شخص من سكانها الأصليين الذين يبلغ عددهم 250 ألف نسمة، اضطر معظمهم لمغادرتها والعيش في مخيمات النزوح قرب الحدود السورية التركية.
وينتظر هؤلاء النازحون من المدينة بفارغ الصبر العودة إلى مدينتهم وخرجوا في عشرات المظاهرات تعبيراً عن هذه الرغبة.