شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

أفلامٌ باللغة العربية وتبدأ بـ«الله أكبر».. حين كانت بريطانيا تشجع المسلمين على الهجرة إليها

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم
أتساءل عن عدد البريطانيين الذين يعرفون سلسلة الأفلام التي أُنتجت في الستينيات، وكانت مصممةً خصيصاً لتشجيع أبناء الشعوب العربية على القدوم إلى بريطانيا من أجل العمل والدراسة، وخاصةً في ظل المناخ الحالي الذي تُسيطر عليه الإسلاموفوبيا. إذ أُنتجت أربعة أفلام باللغة العربية، نيابةً عن وزارة الخارجية البريطانية، وكانت جميعها تبدأ بمشهد مسجدٍ يُرافقه صوت نداء «الله أكبر» الذي يُعلِن بدء صلاة المسلمين. ولم تكن هناك غضاضة في أنَّ الأفلام ذات طابع ديني، بل كانت حريصةً على إظهار مدى ترحيب بريطانيا بالمسلمين المتحدثين باللغة العربية، وعلى إظهار مدى توافر المؤسسات الإسلامية في بريطانيا لتلبية متطلبات تقاليدهم الثقافية والدينية، كما لو أنهم في أوطانهم الحبيبة.

أُعدَّ فيلمان من الأفلام الأربعة في لندن، وأُعدَّ ثالثها في مانشستر، فيما أُعدَّ الرابع فيكارديف. ويظهر خلالها المُذيع المصري المبتهج وهو ينتقل من مكان إلى آخر داخل سيارته الفورد من طراز أنغليا، ويُجري مقابلات مع السكان المسلمين في مساجدهم، ومكاتبهم، ومنازلهم. وكان أغلب الأشخاص الذين ظهروا في الأفلام من الرجال، مع القليل من النساء اللواتي اشتملن على امرأةٍ مسيحية اعتنقت الإسلام، وأنجبت 10 أبناء بعد 16 عاماً من الزواج من رجل يمني في كارديف. وينتقل المذيع إلى عمدة كارديف ليسألها عن مدى اندماج الجالية المسلمة، لتجيب عمدة كارديف قائلةً: «حسناً، إنَّهم جزءٌ لا يتجزأ من المدينة. ويتقبَّلهم المُجتمع باعتبارهم أصدقاءً لهم».

اقرأ أيضًا:   مسلمون في معقل البلد الكاره للإسلام.. الدنمارك.. مرشحون من أصول تركية يحجزون مقاعد لهم في برلمان البلاد

وينطلق المذيع في جولةٍ حول جامعات لندن، ومنها مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية التابعة لجامعة لندن وكلية لندن للاقتصاد، حيث يُبدي طالب عراقي إعجابه بتجربته التي تشبه العيش في «مجتمع دولي». وقال إنَّ الحكومة البريطانية تُبدي «اهتماماً بتوسيع الحدود الثقافية»، وهو الأمر الذي لاحظه على مدار السنوات الخمس التي قضاها في لندن.

وفي السفارة السعودية، يصف مسؤولٌ سعودي الشعب البريطاني بأنه شعبٌ «مؤدب وصبور، ويحمل احتراماً كبيراً للنظام، إلى درجةٍ تقترب من التقديس». في حين أوضح عالمٌ في «المركز الثقافي الإسلامي» بلندن، بالقرب من ريجنت بارك، أنَّ الملك جورج السادس منح هذه الأرض إلى الجالية المسلمة عام 1944، وأنَّه سيُبنى مسجد هناك بمجرد أن تجمع الجالية التبرعات الكافية.

ويتحدث المذيع بحماسة عن مدينة مانشستر -التي يُطلق عليها أحياناً «حاضرة القطن العالمية Cosmopolitan Cottonopolis»- باعتبارها «واحداً من أكبر المراكز التجارية في العالم»، لأنَّ التجارة تسري في عروق سُكَّانها. وتعرض اللقطات أشخاصاً يصلون داخل المساجد، وأطفالاً يتعلمون القرآن، قبل الانتقال إلى المكتبة حيث يُسمح للمذيع أن يتصفَّح أوراق «أكبر نسخة مكتوبة من القرآن الكريم في العالم». ويخبره رجل إنجليزي، أثناء الجلوس على مقعد في حديقة: «الطبيب الذي عالج أبي قبل 30 عاماً جاء من العراق. كانوا دائماً معنا». وتأتي بعد ذلك لقطةٌ لجزار لحم حلال يمني تعلم مهارات مهنته في ليفربول، ورجل أعمال سوري ثري يعمل في مجال تجارة القطن بمانشستر. وتُشارك الغالبية العظمى من الجالية السورية داخل مانشستر -التي تُقدَّر بخمسة آلاف شخص- في صناعات المنسوجات، وخاصة القطن والغزل.

اقرأ أيضًا:   "أوشاق" التركية.. 11 ألف دولار غرامة قطف أزهار "توليب"

وصُمِّمت هذه الأفلام لتُعرض في الخارج فقط، ولم تعرض على الإطلاق تقريباً داخل المملكة المتحدة آنذاك. ويكمن سبب معرفتي بها في أن تاجر قطن سورياً أجريت مقابلة معه في مانشستر أرسل إلي رابطاً لها. وشاهدتها ضمن بحوثي التي أُجريها من أجل كتابي الذي يتحدث عن تاجر منسوجات من حمص، جاء إلى برادفورد في الثمانينيات مهاجراً اقتصادياً، واشترى مصنعاً مُعطلاً، وأسس تجارة عالمية لأقمشة الجوخ، في الوقت الذي أُغلقت فيه المصانع الأخرى داخل يوركشاير.

يعتقد أكثر من ثلث سكان المملكة المتحدة أن الإسلام يمثل تهديداً على أسلوب الحياة البريطاني، حسب تقرير مجموعة Hope not Hate المناهضة للفاشية، وذلك رغم وجود الكثير من هذه القصص الناجحة. إذ حلَّت الإسلاموفوبيا محل الهجرة، وفقاً لنتائج بحثهم، باعتبارها العامل الرئيسي وراء صعود اليمين المتطرف، فضلاً عن أنَّ نصف المصوتين على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016، وقرابة نصف المصوتين لـ «حزب المحافظين» في الانتخابات العامة لعام 2017، قالوا إنَّ الإسلام لا يتوافق مع الهوية البريطانية.

ما هو الخطأ الذي حدث؟ سيكون من السهل إلقاء اللوم على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وأفعاله الإرهابية فقط. لكن جزءاً من الإجابة يكمن في «البيئة المعادية» التي تترأسها تيريزا ماي، رئيسة الوزراء الحالية، وديفيد كاميرون، رئيس الوزراء السابق، منذ 2010 -أي قبل وقتٍ طويل من إعلان دولة الخلافة في الرقة. وأُنتجت أفلام الستينيات في أعقاب أزمة قناة السويس، باعتبارها مبادرةً لتحسين العلاقات المتوترة بين بريطانيا والعالم العربي. وكان من الممكن أن تتجنب الحكومة البريطانية الكثير من المعضلات السياسية والاجتماعية القائمة، في حال وجَّهت سياساتها منذ 2010 نحو تأسيس مجتمع شامل متعدد الثقافات، بدلاً من تأسيس مجتمع قومي ذي طابع عدائي.

-هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية.

اقرأ أيضًا:   تفاصيل مباراة سيڤاس سبور ضد جالاتا سراي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *