هل أطلق أردوغان شارة التغيير؟
عبد القادر سلفي – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس
منذ تأسيسه حتى اليوم، دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحزب العدالة والتنمية من نجاح إلى آخر، وفاز في جميع الانتخابات التي شارك فيها، باستثناء الانتخابات المحلية الأخيرة.
تصرف أردوغان بكل لباقة، في كلمته أمام الكتلة النيابية للحزب في البرلمان، وهنأ أكرم إمام أوغلو متمنيًا له النجاح.
وصلت الرسالة
بعد انتخابات إسطنبول، أجرى أردوغان أول تقييم شامل في اجتماع الكتلة النيابية. لهذا كانت رسائله هامة، ولفت إلى نقطتين:
1- قال: “لا نملك خيار التغاضي عن الرسائل التي وجهها شعبنا، وصم آذاننا عنها”.
2- قال أيضًا: “سنجري محاسبة ذاتية عن سبب عدم قدرتنا على تقديم أنفسنا لشعبنا سواء في انتخابات 31 مارس أو في انتخابات 23 يونيو”.
أردوغان قال إنه استلم الرسالة التي وجهها الشعب من خلال صناديق الاقتراع. حان وقت المحاسبة في حزب العدالة والتنمية.
لكن هناك نقطة يجب الوقوف عندها، وهي أنه في حالات عدة قيل إن “الرسالة وصلت” لكن لم يحدث التغيير المنتظر. يجب أن لا يتكرر الأمر نفسه مجددًا هذه المرة.
أهم ما في كلمة أردوغان كان قوله: “سوف نقدم بعزم على الخطوات اللازمة، لكن ليس وفق القواعد التي يمليها البعض من الخارج. نمتلك القدرة على وضع القواعد الخاصة بنا معًا”.
أردوغان زعيم قوي جدًّا. ولا بد أنه سيجري التغييرات الواجب إجراؤها لأنه مقتنع بها وليس لأن البعض يريدها.
لكن لهذا التصريح خلفية سياسية، يجري أردوغان التعديلات في قيادة الحزب والحكومة، لكن أحيانًا لا تلبي التعديلات رغبات المجتمع. وهذا ما يولّد انطباعًا بأن حزب العدالة والتنمية لا يعمل بموجب الرسالة الموجهة من صناديق الاقتراع.
هل سيحدث التغيير؟
عقب اجتماع الكتلة النيابية، أجاب أردوغان عن سؤال صحفي حول التعديلات الوزارية بالقول: “إذا اقتضى الأمر القيام بشيء من هذا القبيل فسنفعل ذلك، لكن هذه الأمور لا تكون بناء على طلبات”.
اتبع أردوغان هذا الأسلوب حتى اليوم. إذا كثر الحديث عن تعديلات وزارية فإنه لا يقدم أحيانًا على تعديلات كان يعتزم القيام بها، ويوجه رسالة مفادها: “أنا من أحدد التوقيت والتعديل، ولا أحد يفرضه علي”.
حديث أردوغان عن إنجازات وزارات العدل والدفاع والخارجية فُسر في الكتلة النيابية على أن الوزراء المعنيين باقون في مناصبهم. وأنا لدي الانطباع نفسه.
المشكلة في حزب العدالة والتنمية ليست في رحيل وزير وقدوم آخر، هناك حاجة لتغيير جذري في خطاب الحزب وطرازه السياسي وإدارة البلاد والرخاء الاجتماعي.
لم يتكون لدي انطباع من تصريحات أردوغان والمعلومات الواردة من كواليس حزب العدالة والتنمية بأن تغييرات جذرية سوف تحدث. واستنتجت من التقييم الإيجابي لأردوغان بخصوص الاقتصاد أن الإدارة الاقتصادية ستستمر على رأس عملها.