شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

حصار من الداخل والجنوب والشرق. رسالة إلى الجميع من خلال سفينتي ياووز وفاتح. حرب سوريا تتحول إلى مسألة قبرصية. “محور تركيا” و”الكفاح الشرس”

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

تحركت سفينة ياووز للتنقيب عن النفط والغاز عقب سفينة فاتح أمس، نحو منطقة شرق البحر المتوسط. وهما سفينتان من عناصر الكفاح الوطني ومن بين سفن الأسطول التركي، كما أنهما جزء من الكفاح العظيم الذي تخوضه تركيا في البحر المتوسط.

لا تنظروا إلى هذه المسألة بصفتها قضية طاقة وحسب، ولا تعتبروها قضية نفط أو غاز طبيعي، بل انظروا إليها على أنها جزء من الأسطول العثماني، على أنها سفينة بربروس، على أنها معركة كريت، على أنها حماية للإمبراطورية، على أنها حماية للجمهورية التركية.

تاريخ الألف عام اليوم

لقد اختزل في بضع سنين

اعتبروها جزء من تصفية حسابات كبرى. اعتبروها عودة إرث تركيا الذي يحمل مجرى التاريخ للتحرك من جديد، اعتبروها إعادة تشكيل الجبهة الدولية الرامية لتدمير هذا الإرث، اعتبروها تحولا لكل مكان نستطيع الوصول إليه إلى مواقع جديدة لتصفية الحسابات هذه.

فكروا فيها بتذكر ما حدث في معركتي بروزة وليبانت، فكروا فيها مع كل حركة تحدث في محيطنا اليوم وبرموز التاريخ الممتد منذ مئات السنين، فكروا فيها وكأنها كفاح نخوضه اليوم كجزء من تاريخ الألف عام، وكأن ذلك التاريخ اختزل في بضع سنين.

أكبر تحالف بعد جنق قلعة

ليست مسألة حزب، بل قضية تركيا!

لا تعتبروا فقط المنطقة المحيطة بتركيا، بل اعتبروا كل حركة وتدخل وحملة دفاع تحدث في المنطقة الممتدة من شمال أفريقيا إلى الخليج العربي ومن البحر لأحمر إلى سواحل بحر الخزر عملية تدخل دولية تهدف لـ”إيقاف تركيا” وما يقابلها من حملة مقاومة مضادة.

إن أكبر تحالف دولي عقب معركة جاناق قلعة تحاصر تركيا من كل جانب. فتحالف الأطلسي يتحرك مرة أخرى عقب الحرب العالمية الأولى وينفذ تدخلات صريحة لطرد تركيا خارج قطار التاريخ. إن هذه القضية ليست قضية حكومة، بل إنها قضية تركيا وتراب هذا الوطن والإرث الذي نملكه وطموحاتنا وجيناتنا السياسية.

باسم من تطلقون النار على هذه الدولة؟

إنهم سيستهدفون كل شخص وحركة سياسية وزعيم يدعم هذه الجينات السياسية ويقويها، كما سيحصل على دعمهم المكثف كل شخص وحركة سياسية وزعيم يعادي هذه الجينات في الداخل ويقف في صف الآخرين. هذا فضلا عن أن الصورة داخل تركيا اليوم واضحة لا لبس فيها، فصار لا يخفى على أحد من يكافح في صف أي جبهة ومن يطلق النار على تركيا باسم من.

اقرأ أيضًا:   من "مراكز التعذيب" و"طائرات السي آي ايه!" إلى جريمة خاشقجي على يد بن سلمان وبن زايد. أوقفوا هذين الشريرين!

سيستمر هذا التدخل حتى وإن لم تفعلوا شيئا أو ترفعوا صوتا أو لم يكن لديكم أي طموح. وفي مقابل ذلك ستستمر المقاومة أيضا. ذلك أننا أمام محاولة لرسوم ملامح المنطقة، وإنها لقضية استغلال مزايا جديدة من خلال تركيا في خضم محاولة رسم خريطة المنطقة، كما أنها محاولة لتنفيذ المخططات الرامية لتقليص تركيا في هذا السياق. إنها فقط قضية صعود تركيا وتعزيز قدراتها ونموها أو تمزقها وتقلص قدراتها واستسلامها من جديد.

لقد جمعوا حسابات قذرة خلف العبارات البريئة

إن تركيا تتعرض لحصار غربي تدريجي يمتد من حدود سوريا إلى ولاية هاتاي وشرق المتوسط، ومن جمهورية شمال قبرص التركية وبحر إيجة إلى رومانيا. فثمة نهاية معلنة ومخطط ينفذ تدريجيا.

إنهم يقدمون على خطوات جذرية من شأنها عزل تركيا دوليا. وللوصول إلى هذا المأرب فإنهم يروجون لخطاب سياسي قوي وينفذون عملية ذهنية خطيرة، ويتظاهرون وكأن مواقف تركيا السياسية وتصرفاتها هي سبب كل هذا.

يعمل أعداؤنا على استغلال رجال الوصاية في الداخل بشتى الطرق لمعاقبة أردوغان وفريقه ورفاقه والملايين الداعمة له وتلك الجينات السياسية المستمرة منذ أيام السلاجقة إلى اليوم. إنهم يجمعون حسابات في غاية القذارة ويخفونها خلف العبارات البريئة المنمقة، كما ينشئون كيانات سياسية وجبهات جديدة. هذا فضلا عن أن الذين يحاصروننا من الخارج يتدخلون كذلك من الداخل.

أشعلت حرب سوريا لفتح جبهة تركيا

إن كل أكثر المواقف والتحالفات والانفصالات والعداوات والصداقات بساطة في الداخل هي – في الواقع – تقف في صف هذه الأوساط العميقة أو تعاديها. فالأهم هنا ليس الحزب أو الجماعة أو التيار السياسي الذي تنتسبون له، بل الأهم هو في أي صف تقفون وتدعمون في هذه الفترة الانتقالية التاريخية العصيبة. فهذه هي الهوية السياسية الحقة.

اقرأ أيضًا:   الحزب الجمهوري.. 145 عامًا من الخيانة

لقد رأينا أنهم أشعلوا فتيل الحرب في سوريا – في الأساس – من أجل فتح جبهة تركيا. فأنشأوا جبهة بطول مئات الكيلومترات، ونشروا تعزيزات عسكرية تكفي جيوشا عند النقطة صفر من حدودنا. فتدخلنا في البوابة الغربية، وهو ما دفعهم ليجربوا تكتيكات غير معقولة في الداخل والخارج لمنع تدخلنا كذلك في شرق الفرات.

حرب سوريا هي معركة شرق المتوسط وقضية قبرص الشمالية

قبرص الشمالية هي درع المتوسط

لقد رأينا أن الحرب في سوريا كانت معركة في شرق المتوسط، فاحتشدت الأساطيل الغربية في المنطقة باحثة عن إمكانيات التدخل من جديد في المنطقة الواقعة من البحر المتوسط غربا إلى حدود إيران شرقا. فالذين أغلقوا أبواب حدودنا الجنوبية من ناحية البر يحاولون اليوم إغلاقها كذلك من ناحية البحر. كما أنهم يحاولون إبعادنا عن المنطقة ومياهها في الوقت الذي يتهافتون فيما بينهم لنيل حصتهم من مصادر الطاقة الوفيرة في المنطقة.

لقد رأينا كذلك أن الحرب في سوريا تحولت إلى مسألة تخص جمهورية شمال قبرص التركية. فالحشود العسكرية في شرق المتوسط تعني حصار تلك الدولة. كما رأينا كيف أن عملية السلام في قبرص عام 1974 كانت حملة جيوسياسية، وأنها كانت استعدادا لما سيحدث اليوم، وكيف أننا شكلنا درع حماية من خلال قبرص الشمالية. والآن فإنهم يحاولون إضعاف هذا الدرع وسلبه تأثيره.

لقد أغلق ملف قبرص بالنسبة لنا

فلن نساوم بشأنها بعد اليوم

وإذا كان الأمر كذلك، فإن ملف قضية جمهورية شمال قبرص التركية قد أغلق بالنسبة لنا ورفعناه من على طاولة التفاوض، فلم تعد هذه المسألة قضية تخص الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي بعد اليوم. فليس لدينا أي قضية يمكن أن نجلس مع أحد للتفاوض بشأنها، ذلك أن الأمر يتعلق بكيان تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية.

إن قبرص الشمالية ليست ورقة، بل إنها دولة مستقلة، كيان قوي للغاية في شرق المتوسط. لقد انتهت مفاوضات الاتحاد الأوروبي، كما أن التأثير العالمي للأمم المتحدة قد اختفى. ولقد تغيرت ماهية ملف قبرص تماما بالنسبة لنا في الوقت الذي فتحت فيه جبهة علنية ضد تركيا من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الاتحاد الأوروبي والسعودية والإمارات في اليونان وقبرص اليونانية والبحر المتوسط وبحر إيجة.

اقرأ أيضًا:   هل حانت نهاية الديمقراطية؟ أزمة الديمقراطية في أمريكا وأوروبا!

إننا في عصر حيث تكون القوة مبنية على مقدار المسافة التي تصل إليها يداك، فالقوى هو من يضع قوانين اللعبة. ولقد أغلقت كل الدول العظمى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، الباب أمام المفاوضات والمساومات، ليستقبل العالم عهد لعبة القوة. كما لم يبق أي كيان فوق وطني قادر على موازنة هذا الأمر.

فهم عمليات الكفاح متعددة الجبهات والاستعداد لدفاع استثنائي ضرورة

ولهذا فلم يعد أمامنا أي خيار آخر سوى تعزيز قدرات تركيا والاستعداد جيدا لخوض حملة دفاعية استثنائية. لقد ولى عصر البحث عن الحل تحت إشراف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ذلك أن التهديد قادم مباشرة من الغرب ليستهدف كيان تركيا. فالحصار من جانب البحر المتوسط وبحر إيجة وشمالي سوريا وإنشاء الجبهات الداخلية يعتبر تجهيزا لموجة قوية ومحاولة تدخل جديدة.

ينبغي لتركيا الاستعداد لخوض عمليات كفاح متعددة الجبهات. فالمنطقة الممتدة من حدود إيران وسوريا والبحر المتوسط إلى بحر إيجة والبلقان بدأت تتحول إلى خط جبهة خارجية. ولهذا يجب على تركيا الاستعداد لمواجهة الموجات التي ستأتيها من الجنوب والغرب، كما يجب أن تكون سفينة ياووز (في الجنوب) وسفينة فاتح (في الغرب) تعبران عن أمور رمزية.

كفاح شديد بانتظار “محور تركيا”

غير أن أكثر الجبهات أهمية وأعظم عمليات الكفاح تجري في الداخل. ولهذا فإن مكافحة الاحتلال الداخلي ستكون أعظم كفاح. لقد حكم على منفذي هجوم 15 يوليو أمس بالسجن المؤبد لعشرات المرات. لقد كانوا هم المحتلين الداخليين الذين استهدفوا تركيا نيابة عن الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الغرب. لكن الأمر لم ينته بعد…

إن الهجمات الداخلية ستستمر طالما استمرت محاولات الحصار من الخارج، فالاثنان يعملان في تناغم فريد. لكن “محور تركيا” يستقبل هو الآخر فترة كفاح في غاية الصعوبة.

إبراهيم قراغول – يني شفق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *