ارتفاع قياسي في حجوزات اللبنانيين إلى تركيا
أضحت تركيا مقصداً لعدد قياسي من السياح اللبنانيين، منذ بداية العام 2018 وحتى أغسطس/آب الجاري.
ويفضل اللبنانيون تركيا كوجهة سياحية، وغالبًا ما يرحبون بتكرار السفر إليها أكثر من مرة، لتنوع معالمها السياحية.
ومقارنة بعام 2017 فإن نسبة التوافد اللبناني إلى تركيا ارتفعت بنسبة 42% العام 2018، بحسب ما أكدته رئيسة مصلحة الأبحاث والدراسات العلمية في الطيران المدني اللبناني، أنجال عواد، للأناضول.
وأشارت إلى أن “عدد الرحلات اليومية خلال أغسطس 2018 تتراوح بين 29 و44 رحلة بين قادمة ومغادرة من وإلى تركيا”.
وقالت: “استنادًا الى بيانات الإحصاء، فإن تركيا هي الوجهة الأساسية بالنسبة إلى عدد الركاب المغادرين من مطار بيروت تليها إمارة دبي”.
ولفتت عواد إلى أن “العروض المغرية والأنشطة الترفيهية، التي تختارها مكاتب السفر، تلعب دوراً كبيراً في جذب السائح إلى تركيا، خصوصاً إذا كانت التكلفة المادية للرحلة لا تتجاوز 500 دولار مقابل تمضية 6 أو 7 أيام”.
أسباب عديدة وراء تفضيل اللبنانيين للسفر إلى تركيا، أبرزها عدم وجود تأشيرة دخول (فيزا)، وتقديم مكاتب السفر اللبنانية عروضا مغرية.
إلى جانب شغف اللبنانيين بجمال الطبيعة التركية وعشقهم للتسوق هناك في ظل الأسعار المناسبة للجميع، بحسب “فواز فواز” رئيس مجلس إدارة شركة “نيو بلازا” للسياحة والسفر ووكيل شركة “أطلس غلوبل التركية”.
ويضيف فواز: “قرب المسافة ما بين لبنان وتركيا، وقرب المسافة بين المناطق التركية نفسها، دفع السائح اللبناني إلى اخيتار تركيا وجهة لسياحته”.
“السياحة في تركيا متوفرة على مدار السنة وهي موسمية، فمثلاً: “في الشتاء يتوجه السياح إلى إسطنبول أما في الصيف فيقصدون المناطق المطلة على البحر”، بحسب فواز.
وتابع: “لدينا زبائن يزورون تركيا مرتين أو أكثر خلال الشهر الواحد”.
وأشار فواز إلى أن مكتبهم ينظم نحو 4 رحلات إلى تركيا يومياً لحوالي 200 شخص، أي كل يوم ننقل 800 مسافر لبناني إلى تركيا، وخلال موسم الصيف نتوقع زيارة 80 ألف لبناني تقريباً إلى تركيا من خلال رحلاتنا.
وعن نسبة السياح اللبنانيين الذين زاروا تركيا هذا العام قال: “زادت نسبة السياح اللبنانيين الذي زاروا تركيا عام 2018 مقارنة بالعام الماضي ما بين 50% إلى 60% تقريباً”.
وعن المناطق التركية التي يفضلها اللبنانيون، أوضح: “تحتل إسطنبول المرتبة الأولى لحجوزات اللبنانيين حيث تعمل على مدار السنة فيما تحتل أنطاليا ومرمريس وبودروم المرتية الثانية، أما المناطق الأخرى فتعمل حسب الموسم”.
ويضيف فواز: “نأمل من وزارة السياحة التركية الإضاءة على بعض المناطق التركية مثل كابادوكيا وطرابزون وإزمير وغيرها ووضعها على خارطة المناطق السياحية وجذب السياح إليها”.
وعادة ما يتوجه الشباب إلى المناطق الساحلية حيث الشواطىء مثل مرمريس، فيما تهتم العائلات بمناطق الراحة والاسترخاء مثل أنطاليا وفتحية، أما إسطنبول فهي للجميع، هذا ما أكده فواز للأناضول.
ويوضح أن بودروم هي نقطة اختيار مشتركة للجميع (شباب وكبار في السن وعائلات وحديثي الزواج).
وشدّد فواز على تفعيل مبدأ السياحة المتبادلة بين الأتراك واللبنانيين وضرورة فتح خط دائم على مدار السنة.
وقال: “نحن الشركة الوحيدة التي استطنعنا في ليلة رأس السنة جذب 200 سائح تركي إلى لبنان”.
وختم: “كل شركات الطيران اللبنانية تطلب عددًا إضافياً من الرحلات إلى تركيا، نتوقع تحقيق معدلات قياسية في الحجوزات حتى نهاية العام”.
أما ريتا أغناطيوس، مسؤولة في شركة نخال للسياحة والسفر، فقالت: “بحكم خبرة شركتنا الطويلة بالسوق التركي نلاحظ أن تركيا احتلت المرتبة الأولى كونها الأكثر مبيعاً للحجوزات بالنسبة للبنانيين، كما زادت نسبة الإقبال عليها ما بين 40 الى 50% تقريباً خلال النصف الأول من العام الجاري.
وأضافت أغناطيوس للأناضول: لدينا رحلات كثيفة إلى تركيا تتم من خلال شركة “وينغز اوف ليبانون”، ونقوم يومياً برحلتين مباشرتين إلى مدن دالامان وأنطاليا وبودروم وغيرها، الأمر الذي سهل الكثير على زبائننا ودفعهم إلى تكرار زياراتهم إلى تركيا وزيادة الحجوزات”.
لهذا البلد خصوصية كبيرة “فهي غالباً ما تستقطب السياح اللبنانيين إليها بسبب قربها من لبنان، لا جاحة للتأشيرة بين البلدين، متعة التسوق فيها، وفرة المعالم السياحية فيها، كلها أسباب جعلت تركيا المكان الأحب لقلوب الللبنانيين”، تقول أغناطيوس.
وأضافت: “في تركيا خدمات وأنشطة تناسب كل الفئات العمرية، طبعًا حسب المنطقة، ما يجعلها وجهة سياحية لمعظم اللبنانيين”.
وتابعت: “هذا العام تشهد كل المناطق التركية حجوزات لبنانية كبيرة مثل دالامان بودروم وأنطاليا وإسطنبول”.
وفي نهاية حديثها، أكدت أغناطيوس أن “كل المؤشرات تؤكد أن نسبة حجوزات اللبنانيين لتركيا إلى ارتفاع في النصف الثاني من العام الجاري، على أمل أن يبقى الوضع على حاله في السنوات المقبلة”.
الأناضول