تعرف على “روح الريادة”… السفينة العملاقة التي شيّدت خط أنابيب السيل التركي تحت البحر الأسود
أكملت أكبرُ سفينةٍ في العالم لتمديدِ الأنابيب، “روح الريادة” (Pioneering Spirit)، عملية البناء البحريّ العميقة لخطِّ أنابيب نقل الغاز الطبيعي “السيل التركي” تحت البحر الأسود، في التاسع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر، الذي تم الاتفاق على بنائه بين رئيسي كلٍّ من تركيا وروسيا.
وقال الرئيسُ التركيُّ رجب طيب اردوغان، في حفلٍ أُقيم في إسطنبول بمناسبة الانتهاء من القسم الخارجيّ لمشروع السيل التركي: “سيكونُ مشروعُ خطِّ أنابيب الغاز الطبيعي السيل التركي جاهزًا للعمل في عام 2019 بعد الانتهاء من إجراء الاختبارات”.
تملك شركةُ “أولسيز” (Allseas) سفينة البناء الأكثر تطوّرًا من الناحية التكنولوجية في العالم، وهي “روح الريادة”، التي لا تعمل فقط بمد خطوط الأنابيب ولكن أيضًا تركيب منشآت النفط والغاز وتشغيلها.
وخلال تمديد خطِّي الأنابيب لمشروع السيل التركي، تمّ تمديدُ 1860 كيلومترًا من الأنابيب في البحر الأسود. ومدّدت السفينةُ 6.27 كيلومترًا من الأنابيب في يومٍ واحدٍ في السادس والعشرين من آب/ أغسطس، وهو رقمٌ قياسيٌّ عالميٌّ جديد، تجاوز إلى حدٍّ بعيدٍ المعدّل اليوميّ القياسيّ البالغ أربعة كيلومترات في يوم واحد.
بدأ تشييدُ الجزء البحريّ من المشروع في شهر أيّار/ مايو الماضي في البحر الأسود، بالقرب من الساحل الروسيّ. وقامت سفينةُ “أوداسيا” (Audacia)، المملوكةُ أيضًا لشركة أولسيز، ببناء القسم الخارجيّ من خطِّ أنابيب نقل الغاز، في حين بدأت “روح الريادة” في عملياتها تحت سطح البحر.
تبلغُ السرعةُ القصوى لروح الريادة 14 عقدة (16 ميلًا في الساعة)، ويمكن أن تستوعب 571 موظفًا في أي وقت، ولديها 288 كابينة، و13 طابقًا، وسعة طاقة كهربائية تبلغ 95 ألف كيلو واط.
تعكسُ أبعادُ السفينة تفرّدها حيث يتوافقُ حجمًها مع حجم ستة طائرات عملاقة من طراز بوينغ 747، مع القدرة على حمل ما يعادلُ برجين ونصف من برج “إيفل” في آن معًا.
وفي حالة تعرضها لموجاتٍ بحرية هائلة، فبإمكان هذه السفينة الضخمة، أن تظلَّ مستقرّةً وتستمرَّ في تمديد أنبوب واحد كلّ ثمان دقائق.
بدأ بناءُ سفينة روح الريادة في عام 2012، وهي من بين السفن الضخمة التي قامت ببنائها أولسيز مثل “سوليتير” و”أوداسيا” و”لوريلاي”.
وعلى الرغم من ذلك، العملُ ليس كلَّ شيء على سطح هذه السفينة، فقد جُهّزت لطاقم السفينة القادم من أكثر من أربعين دولة مناطق ترفيهيةً في السفينة كالغرف المزوّدة بأجهزة بلاي ستيشن وأجهزة تلفزيون ومكان للعب كرة الطاولة وكرة قدم الطاولة.
تُقدّمُ يوميًا ما بين 1500 و2000 وجبة على متن السفينة، في حين يتمًّ استهلاكُ 250 كيلوغرامًا من الأرز و11 ألف بيضة في الأسبوع. كما يتمُّ توفيرُ معظم الفواكة والخضراوات والحليب والمعلّبات من قبل تركيا.
وخلال أعمال تمديد الأنابيب، يقومُ قبطانُ السفينة ذو الخبرة الكبيرة بتجنّب حطام الطائرات والقطع الأثرية المهمّة المكتشفة حديثًا في قاع البحر، لضمان عدم حدوث أي تأخيرٍ غير ضروريٍّ في عمل السفينة.
انطلقت روح الريادة في أولى مهامها البحرية في آب/ أغسطس من عام 2016 حين أزالت منصة إنتاجٍ متنقلة من المياه الإقليمية النرويجية.
وتجدر الإشارة إلى أن السلسلة الثانية من خطِّ أنابيب نقل الغاز لمشروع السيل التركي، ستتولى نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا. وتجري مناقشاتٌ حاليًّا بين شركة “غازبروم” الروسية وكل من بلغاريا واليونان لتحديد نقطة الوصول للخطِّ الثاني.
ويكفي المشروعُ الذي تبلغ طاقتُه الإجماليّةُ 31.5 مليار متر مكعب سنويًا، لتلبية احتياجات الطاقة لـ15 مليون أسرة.
نفّذت مجموعة أولسيز التي تتّخذ من سويسرا مقرًّا لها ما يقرب من 300 مشروعًا في جميع أنحاء العالم، حيث قامت بتركيب أكثر من 21 ألفًا و500 كيلومترًا من الأنابيب البحريّة في أعماقٍ تتراوح ما بين الخمسة أمتار والألفين و730 مترًا.
ترك برس